يُعدّ مراقبة براز وبول حديثي الولادة من أهم الأمور التي يجب أن يهتم بها الأهل في الأيام والأسابيع الأولى بعد الولادة. فالحفاضة ليست مجرد قطعة قماش أو منتج للاستخدام المؤقت، بل هي أداة يومية يمكن أن تكشف الكثير عن الحالة الصحية للرضيع، من مدى ترطيبه وتغذيته إلى وجود علامات تحذيرية تستدعي الانتباه. يتغير براز وبول حديثي الولادة بسرعة كبيرة خلال الأيام الأولى، وقد تبدو بعض الألوان أو الروائح أو الكميات غير مألوفة أو مقلقة بالنسبة للأمهات والآباء الجدد، رغم أنها غالبًا ما تكون طبيعية تمامًا.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أهم 8 مؤشرات يجب الانتباه لها عند متابعة براز وبول حديثي الولادة، ونوضح متى تكون هذه العلامات طبيعية ومتى تستدعي مراجعة الطبيب، مع نصائح عملية لتسهيل فهم الإشارات المبكرة من جسم طفلك.
جدول المحتويات
براز وبول حديثي الولادة كل ما تودي معرفته الاعراض والأسباب
1. التبول: عدد المرات وما هو الطبيعي؟
في الأيام الأولى بعد الولادة، قد يتبول الطفل مرة إلى ثلاث مرات في اليوم. بحلول اليوم الرابع إلى السادس، من المتوقع أن يبلل الطفل حوالي 4 إلى 6 حفاضات يوميًا. بعد الأسبوع الأول، يجب أن يكون هناك ما لا يقل عن 6 حفاضات مبللة يوميًا، مما يشير إلى أن الطفل يحصل على كفايته من السوائل.
إذا لاحظتِ أن عدد الحفاضات المبللة أقل من ذلك، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أن الطفل لا يحصل على كفايته من الحليب أو السوائل، ويُنصح بمراجعة الطبيب.
2. لون البول: ما هو الطبيعي ومتى نقلق؟
عادةً ما يكون لون بول حديثي الولادة أصفر فاتحًا. ومع ذلك، في الأيام الأولى، قد تلاحظين وجود بقع وردية أو برتقالية في الحفاض، والتي تُعرف بـ”بلورات اليورات”، وهي طبيعية وتختفي مع زيادة تناول الطفل للسوائل.
إذا استمرت هذه البقع بعد اليوم الرابع أو لاحظتِ أن البول داكن اللون أو له رائحة قوية، فقد يكون ذلك علامة على الجفاف أو مشكلة أخرى، ويجب استشارة الطبيب.
3. البراز الأول: العقي
العقي هو البراز الأول للطفل، ويكون لزجًا وسميكًا ولونه أسود أو أخضر داكن. يبدأ الطفل في إخراج العقي خلال أول 24 إلى 48 ساعة بعد الولادة. إذا لم يحدث ذلك خلال هذه الفترة، يجب مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود انسداد معوي أو مشاكل أخرى.
4. تطور لون وقوام البراز
بعد العقي، يتغير لون وقوام براز الطفل كالتالي:
- الأيام 3-4: يصبح البراز أقل لزوجة ولونه بني أو أخضر.
- بعد اليوم الخامس:
- الرضاعة الطبيعية: يكون البراز أصفر ذهبيًا، لينًا، وقد يحتوي على جزيئات صغيرة.
- الرضاعة الصناعية: يكون البراز بنيًا أو أصفر باهتًا، وقوامه أكثر تماسكًا.
تُعد هذه التغيرات طبيعية وتعكس تكيف الجهاز الهضمي للطفل مع التغذية.
5. عدد مرات التبرز: ما هو الطبيعي؟
يختلف عدد مرات التبرز بين الأطفال:
- الرضاعة الطبيعية: قد يتبرز الطفل بعد كل رضعة، أو قد يمر يوم أو أكثر دون تبرز، وكلاهما طبيعي طالما أن البراز لين والطفل ينمو بشكل جيد.
- الرضاعة الصناعية: عادةً ما يتبرز الطفل مرة إلى مرتين يوميًا.
إذا لاحظتِ تغيرًا مفاجئًا في نمط التبرز أو كان البراز صلبًا وجافًا، فقد يكون ذلك علامة على الإمساك، ويُنصح بمراجعة الطبيب.
6. علامات غير طبيعية في البراز
بعض العلامات التي تستدعي الانتباه:
- براز أبيض أو رمادي: قد يشير إلى مشاكل في الكبد أو القنوات الصفراوية.
- وجود دم في البراز: قد يكون نتيجة تشققات في فتحة الشرج أو حساسية من الحليب.
- براز مائي ومتكرر: قد يدل على إسهال، مما يزيد من خطر الجفاف.
في حال ملاحظة أي من هذه العلامات، يجب استشارة الطبيب فورًا.
7. نصائح للعناية بحفاضات الطفل
- التغيير المنتظم: يُنصح بتغيير الحفاض كل 2-3 ساعات أو فور تبلله أو اتساخه.
- تنظيف المنطقة جيدًا: استخدمي الماء الدافئ وقطعة قماش ناعمة أو مناديل مبللة خالية من الكحول.
- تجفيف المنطقة: تأكدي من تجفيف الجلد تمامًا قبل وضع حفاض جديد.
- استخدام كريم الحفاض: لمنع التسلخات، يمكن استخدام كريم يحتوي على أكسيد الزنك.
وفي الختام
في النهاية، يُعدّ فهم التغيرات في براز وبول حديثي الولادة خطوة ضرورية وأساسية لمتابعة نمو الرضيع ومراقبة صحته العامة. هذه المؤشرات اليومية التي تظهر في الحفاضة قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل الكثير من الإشارات التي تُساعد الأهل على التفاعل المبكر مع أي مشكلة صحية محتملة.
من خلال ملاحظة لون البراز، عدد مرات التبول، وتغير القوام أو الرائحة، يصبح بمقدور الوالدين تقييم ما إذا كان كل شيء يسير على ما يرام أم أن هناك ما يدعو لاستشارة الطبيب. تذكّر دائمًا أن براز وبول حديثي الولادة هما مرآة لحالة الجسم الداخلية، وأن الاهتمام بهما يعكس وعيك وحرصك على صحة طفلك في هذه المرحلة الحساسة من حياته.
المصادر الموثوقة
- MSD Manuals: البراز والبول عند الرُّضع
- Mayo Clinic: براز الأطفال: الحالات المتوقعة
- HealthLink BC: التبرز والتبول وتغيير الحفاض
يرجى ملاحظة أن هذا المقال لأغراض توعوية فقط ولا يغني عن استشارة الطبيب المختص في حال وجود أي قلق بشأن صحة الطفل.
